خواطر
جلست وحيدا في غرفتي .... من خلفي بعض الرفوف تحمل قليلا من الكتب وقد علاها التراب .... امامي تتكدس بعض الكتب على مكتبي .. وبعض الاوراق المتناثرة حولها كانها تزينها ....
اضأت مصباح المكتب ... امسكت بقلمي ... شردت بذهني ... لا اعرف ماذا اكتب او بماذا افكر .....
جاء على خاطري الحب ... لماذا دائما نربط الحب بالعذاب ؟؟... لماذا دائما نسمع ان قصص الحب تنتهي بالفراق ؟؟ ... لماذا يجب ان يكون هناك طرف ظالم وطرف مظلوم؟؟......لم اجد اجابة ربما بسبب ان الناس تغيرت طباعهم ..ام انه زمن اصبح الحب فيه عملة نادرة يصعب ايجادها....ام انه تاثير مانرى حولنا من الاعلام... او نشاهده على ارض الواقع ..لماذا الناس تردد ان للحب نهاية سعيدة هو محض كلام افلام ليست على ارضنا الان .....
ألانه اختلفت معايير الحب ؟ ... ام لان اسس اختيار الحبيب اصبحت سطحية تتعلق بالجمال والمال فقط؟؟... فاذا ذهبت هذه الاسس تغير الحب وتلاشى .....ام لان الحب اصبحت تحكمه الغرائز.. وليس العقل او الاخلاق ...؟؟
تساءلت ايضا لماذا كان الناس في القديم عندما يحبون تبدأقصة حبهم عندما يباركون هذا الحب بالزواج ؟؟... والان اصبح يقال : نهاية اي حب هو الزواج لماذا نهاية ؟؟ لماذا لا يكون بداية حقيقية لنوع اخر من الحب غير حب الجمال وحب الجسد ؟؟ لماذا لا يتحول الى مودة ورحمة كما قال رب العزة في محكم تنزيله ؟؟ ... وكانت اجابتي لكل هذه الاسئلة اجابة يخاف كثير من الناس الاعتراف بها او يتجاهلونها عن عمد او يتناسونها حتى لا تقف عائقا اما رغباتهم ومتطلباتهم ..........واجابتي هي اننا لا نختار على اساس ذات الدين الذي حدده لنا رب العالمين ... فاذا اخترت من تصون دينها اولا فاعلم انها بطبيعة الحل ستصونك لكي تحافظ على اوامر دينها واذا اختارت الفتاه الشاب الملتزم بدينه فانه سيصونها في بيتها ويكرمها .... ويكون كما امر الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال اذا احببتها اكرمتها واذا كرهتها لم تهينها ..... ولكن بما ان الاختيار اصبح اساسه المال او الجمال او عراقة العائلة فان كل هذه قشور سطحية تتساقط كلها بعد ان تكون قد مرت فترة التجمل واصبحت لعشرة الزوجية هي الواقع المتبقي ........
شرد ذهني مرة اخرى ابحث عن اي شيء اخر ... لم اجد الى الان ... وضعت غطاء قلمي في مكانه وتركت قلمي فوق اوراقي وتركتهم على مكتبي الى ان تاتي الى عقلي فكرة جديدة ......امسكت بقلمي مرة اخرى .... تكثر المواضيع وتتكابل على راسي ......لا اعرف ماذا اختار منها جاء على راسي صور واخبار كثيرة عن اناس يرمون اباءهم على الرصيف او في دار مسنين هذا ان كان قد بقى في قلبه القليل من الرحمة او بصيص من صحوة الضمير لا اعرف كيف يستطيع انسان هذا ان كان يستحق لقب انسان ان يقذف بمن كانو سبب وجوده في هذه الدنيا ومن اعتنوا به صغيرا ومن سهروا على راحته في صحته وفي مرضه ومن فرحوا لفرحه وحزنو لحزنه ومن اعتصر قلبهم الما عند رؤيته في موقف صعب ان يرميهم هكذا كانهم قمامة لا يريد ان يكلمها او يتحدث عنها ؟؟ ....
كيف يستطيع ان يفعل ذلك بهم لمجرد انه ضاق ذرعا بطلباتهم او انه قد مل من السهر على راحتهم بعد ان انهكهم المرض والعمر في رعايته وفي مشاهدته يكبر امامهم يوما بعد يوما ... اندهش من اناس يتخلصوا من اباءهم فقط ليرضوا زوجاتهم .... اين هم من رجل كان في مركب في عرض البحر وكان معه امه وزوجته وابنه وغرق بهم المركب فامسك بامه وسبح بها الى الشاطيء لينقذها وترك زوجته وابنه للغرق رغم ان امه كانت تطلب منه ان يتركها لانها قد كبرت في السن وانها قد شارفت على الموت باي حال من الاحوال وان ينقذ ابنه وزوجته وعندما وصلوا الي الشاطيء عاتبته امه على مافعل فقال لها اما زوجتي فنساء الدنيا كثير تزوج غيرها واما ابني فيعوضني الله خلفا عنه اما انتي يا امي اذا ذهبتي فاين لي بام غيرك .. ؟؟؟!! واين هؤلاء الناس الذين يرمون اباءهم ليرضوا زوجاتهم من رجل في فرحه وقف وسط المدعوين ونادى باعلى صوته من يشتري امي من يشتري من يشتري فدهش الجميع فقال الرجل انا اشتري امي بكنوز العالم وضمها والقى يمين الطلاق على عروسته في فرحها واخذ امه وغادر هل تعرفون لماذا ؟؟.......... لان العروس طلبت منه ان ينزل امه من على المنصة لانها اكثرت في الجلوس بجانبهم وانا هذه الليلة ليلتها وليست ليله امه لتجلس بجانبها طوال الحفل ......
وكما يقال يظل الرجل شابا فاذا ماتت امه شاب فكيف بمن يملك ام على قيد الحياة ويرميها بعيدا عنه في الشارع او في دار المسنين ..
اين انت من وصية الرسول الكريم امك ثم امك ثم امك ؟؟؟ واين هم من رجل جاء الى الرسول الكريم وساله يا رسول لقد حججت بامي وانا احملها على ظهري فهل وفيت حقها فقال عليه الصلاة والسلام ولا بطلقة واحدة من طلقات ولادتك لانها كانت تحملك تريد لك الحياة وانت تحملها الان تتمنى لو تفارق الدنيا لتستريح من عبئها
ولن اتطرق هنا الى ايات رب العزة في كتابه الكريم عن ايات البر بالوالدين .....
جلس ولد صغير يرسم في كراسته رسم بيتا كبيرا ومنظما وبجانب البيت غرفة صغيرة بعيدة سالته امه ما هذا البيت قال هذا بيتي عندما اكبر وهنا غرفة المعيشة وهذه غرفة اولادي وهذه غرفتي قالت له واين انا قال لها انتي في الغرفة الصغيرة البعيدة عن البيت كما وضعتي جدي في غرفة الحارس اليس كل الكبار يفعلون ذلك فصدمت الام واتعظت ..... نعم كماتدين تدان ..في احدى البيوت تعالت الاصوات وفتح باب احدى الشقق وخرج الابن يجر ابوه العجوز من رجله على درج السلالم وظل كذلك حتى بقى خمس درجات الي باب البيت رق قلب الابن على ابيه فقال له ابوه اكمل هذه الدرجات وارميني في الشارع لاني قد فعلت ذلك بجدك وقد حان وقت رد الدين وسياتي اولادك وسيفعلون بك كما فعلت بي وكما فعلت انا بجدك انتبهو الى ابائكم وضعوهم في عيونكم قبل ان يذهبوا تحت التراب وتبدا الحسرة والندامة وقت لا ينفع الندم ......
نفذت الكلمات من راسي ولا اجد ما اقوله الان ... والان ساضع قلمي فوق اوراقي مرة اخرى
ونتظر فكرة جديدة لادونها في خاطرة جديدة
تعليقات
إرسال تعليق